20/05/2022 - 15:54

الحركة الطلّابيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة | فصل

الحركة الطلّابيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة | فصل

الحركة الطلّابيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة

 

صدرت عن «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة» دراسة «الحركة الطلّابيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة» (2021) للباحث أحمد حنيطي، وتتناول الدراسة الّتي تقع في 216 صفحة الحركة  الطلّابيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، والنظرة السلبيّة إزاءها باعتبار أنّها لا تقوم بالدور المتوقّع منها. فتجري مقارنة الحركة الطلّابيّة الحاليّة بتلك الّتي كانت خلال السبعينيّات والثمانينيّات من القرن الماضي، وأيضًا بـ «اتّحاد طلبة فلسطين» ونشاطه الدوليّ وفعاليّته، وخصوصًا في تشكيل الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة الحديثة.

في هذا الفصل الّذي تنشره فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة بإذن من الكاتب، يبحث المؤلّف موقع ودور المرأة في الحركة الطلّابيّة واختلاف موقعها باختلاف المرجعيّة الفكريّة الطلّابيّة.

 


 

يتنامى تأثير التيّارات السياسيّة الدينيّة في المجتمع الفلسطينيّ، وتحوّلت هويّة الحركة السياسيّة الفلسطينيّة إلى "حركة وطنيّة وإسلاميّة، بعد أن كانت تعرّف نفسها كحركة تحرّر وطنيّ دون إشارة إلى شقّ دينيّ"[1]، وهذا ما يجعل المجتمع يتّجه بشكل أكبر نحو المحافظة، وقد عزّز ذلك غياب الأفق السياسيّ الفلسطينيّ وتراجع دور الأحزاب اليساريّة التقدّميّة في العالم والمجتمع الفلسطينيّ، وتماهي المظاهر الدينيّة مع بعض المعتقدات والتقاليد. وانسحاب خطاب «حركة فتح» العلمانيّة تجاه الخطاب الدينيّ في خضمّ صراعها مع «حركة حماس» ومحاولة سحب شرعيّة التمثيل الدينيّ منها، كما تستخدمه لتشويه المظاهرات والاحتجاجات ضدّ سياساتها وممارساتها[2].

 

صعود «الكتلة الإسلاميّة»

تمارس «الكتلة الإسلاميّة» دورًا أساسيًّا في العمل على ’أسلمة‘ الجامعات، وقد حاولت في عدّة موضوعات، وخاصّة عند ترؤّسها منفردة مجلس الطلبة، من إضفاء البعد الإسلاميّ على مرافق الجامعة مثل الكافتيريا والفصل بين الجنسين في بعض المساقات، وهذا التوجّه يشكّل أساس عقيدتها "إنّ «الكتلة الإسلاميّة» كامتداد للحركة الإسلاميّة، وُجِدَتْ لإقامة حكم الله في الأرض ونشر دينه وإدخاله في كلّ بيت وقلب، ويعتبر هذا الهدف الأساسيّ لوجودها والغاية الأسمى من عملها، وسعيها له يفوق كلّ سعي، وتبذل في سبيله الجهد العظيم وتقدّم له الغالي والنفيس"[3].

تحوّلت هويّة الحركة السياسيّة الفلسطينيّة إلى "حركة وطنيّة وإسلاميّة، بعد أن كانت تعرّف نفسها كحركة تحرّر وطنيّ دون إشارة إلى شقّ دينيّ"...

وفقا لدراسة معاذ عتيلي ومحمّد أشعري، توزّعت أنشطة «الكتلة الإسلاميّة» في جامعات الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة في عام 2018 كالتالي: الأنشطة الخدماتيّة التعاونيّة (26%)، الأنشطة النقابيّة والأكاديميّة (19%)، الأنشطة الدينيّة والقيميّة (18%)، والأنشطة الوطنيّة والسياسيّة (17%)، والأنشطة الثقافيّة (12%)[4]، وكما يذكر الباحثان في دراسة أخرى، فإنّ النشاطات الدينيّة أثّرت على أفكار الطلبة وغيّرت قناعاتهم بدرجة تراوحت بين عالية ومتوسّطة لمحور الإقناع، وحصلت النصيحة الفرديّة على أعلى متوسّط حسابيّ من بين الطرق والوسائل المستخدمة الأخرى، كما أنّ الطالبات أكثر اقتناعًا بالنشاطات الطلّابيّة الدينيّة من الطلّاب الذكور[5]. ويزيد من حجم انتشار توجّهات «الكتلة الإسلاميّة» أنّ الأنشطة الّتي تنفّذها منفردة، بغضّ النظر عن نوعها، تكون ذات صبغة إسلاميّة، مثل الفصل بين الجنسين في النشاطات الثقافيّة واستضافة ذوي التوجّهات الإسلاميّة، كما أنّ عدد الطالبات في أغلب الجامعات يزيد عن 60%، فمثلًا بلغت نسبة الطالبات في جامعات «النجاح» و«بير زيت» و«بيت لحم»، 65% و62% و78% على التوالي في العام الدراسيّ 2020-2021، وفقًا لما هو منشور على مواقع الجامعات الإلكترونيّة، وهي الفئة الأكثر تأثّرًا بالأفكار والمعتقدات الّتي تروّجها «الكتلة الإسلاميّة».

 تتحدّث إصلاح جاد عن تنامي نفوذ «الكتلة الإسلاميّة» في الأراضي الفلسطينيّة، فقد بدأت «الكتلة الإسلاميّة» في «الجامعة الإسلاميّة» في غزّة (1978-1979)، "وكانت «الجامعة الإسلاميّة» بطلّابها السبعة آلاف أكبر الجامعات في الأراضي المحتلّة. أدّت هذه الجامعة دورًا رئيسيًّا في تجنيد الطلبة الشبّان في الحركة، وفي القيام لأوّل مرّة بتنظيم كتل إسلاميّة للطلبة في كلّ الجامعات الفلسطينية"[6]. وتضيف جاد، «الكتلة الإسلاميّة»، وبناءً على مقابلة مع رئيس الكتلة في «جامعة بير زيت» في أواخر السبعينات، كانت تعتمد على أصوات الطالبات "ومدى أهمّيّة تجنيد الطالبات لدعم «الكتلة الإسلاميّة»، وبخاصّة في الجامعات المماثلة لـ «جامعة بير زيت»، الّتي لا ترسل العائلات المحافظة بناتها إليها، نظرًا لأنّ فيها نسبة أقلّ من الفتيات المسلمات المتديّنات"[7]. وزادت نسبة المؤيّدين لـ «الكتلة الإسلاميّة»، وعُقِدَ أوّل مؤتمر لـ «اتّحاد الطلبة المسلمين» شاركت فيه كلّ الكتل الإسلاميّة في جامعات الضفّة في العام 1981، وقد حصدت الكتل الإسلاميّة في مشاركتها الأولى كتلة مستقلّة نسبة 43% من الأصوات، و36% عندما خاضتها باسمها الحقيقيّ عام 1980[8].

 

البيئة المحافظة والحركة الطلّابيّة

تفاوتت الجامعات في درجة تماهيها مع البيئة المجتمعيّة المحافظة، وربّما تكون «جامعة بير زيت» متميّزة إلى درجة كبيرة في طبيعة الحرّيّات الفكريّة والعمليّة لطلبتها مقارنة مع الجامعات الأخرى. وقد يعود جانب من تميّز «جامعة بير زيت» إلى ثلاثة عوامل أساسيّة، الأوّل، الخلفيّة الليبراليّة لإدارة الجامعة، وقوانينها الّتي تصون الانفتاح والتنوّع والحرّيّة، ودعم هذا التوجّه البيئة المؤسّساتيّة في مدينة رام الله، لا سيّما بلديّة المدينة الّتي تروّج لذاتها كمدينة ليبراليّة وعالميّة تصون الحرّيّات. والثاني، تركيبة طاقم العاملين، الإداريّ والأكاديميّ، المتنوّع في الجامعة، وخصوصًا «نقابة العاملين»، والّذي يعدّ ضامنًا للتنوّع والانفتاح في الطاقم الإداريّ وفي الحياة الجامعيّة، والثالث، الحضور، ولو بدرجة قليلة، للطلبة اليساريّين والليبراليّين، اجتماعيًّا وسياسيًّا، وعدم قدرة أيّ إطار طلابيّ من تشكيل مجلس الطلبة بمفرده دون التحالف مع الأطر الأخرى أو تشكيل مجلس من ثلاثة توجّهات طلابيّة: إسلاميّة وفتحاويّة ويساريّة.

«الكتلة الإسلاميّة»... كانت تعتمد على أصوات الطالبات "ومدى أهمّيّة تجنيد الطالبات لدعم «الكتلة الإسلاميّة»، وبخاصّة في الجامعات المماثلة لـ «جامعة بير زيت»...

تماهت الجامعات في شمال وجنوب الضفّة الغربيّة مع التوجّه الاجتماعيّ والأخلاقيّ العامّ في مجتمعاتها، وذلك لافتقارها إلى العوامل الموجودة لدى «جامعة بير زيت»، ففي «الجامعة العربيّة الأمريكيّة»، تحدّث بعض الناشطين في «كتلة الشبيبة» عن أنّ بعض الطلبة تقدّموا بشكوى إلى «مجلس الطلبة» تتعلّق باحتجاجهم على وجود مشاهد ’إباحيّة‘ في فيلم عرضته أستاذة للطلبة كجزء من خطّة المساق، وقد اضطرّت الأستاذة إلى تقديم استقالتها من الجامعة إثر ذلك. وتحدّثت ناشطة يساريّة في «جامعة النجاح»، عن تعامل إدارة الجامعة مع الناشطات بطريقة أكثر سلبيّة من الذكور. كما أوقف عميد «كلّية الفنون الجميلة» العام الماضي عرضًا مسرحيًّا للفنّانة عشتار معلّم عن خشبة مسرح «جامعة النجاح» بحجّة أنّ العرض يتنافى مع الهويّة الاجتماعيّة والأخلاقيّة للجامعة[9]، واللافت في هذه المسألة الأخيرة أنّ الحدث أُقِيمَ بمناسبة 16 يومًا لمناهضة العنف ضدّ المرأة، وبحضور شخصيّات نسويّة، منها وزيرة شؤون المرأة الفلسطينيّة.

 

ذكوريّة الحركة الطلّابيّة

في ظلّ الأوضاع الاجتماعيّة والثقافيّة العامّة السائدة في المجتمع الفلسطينيّ، وداخل الجامعات، أجمعت الناشطات اللّواتي قُوبِلْنَ في الجامعات، ومن بينها «جامعة بير زيت»، أنّ الحركة الطلّابيّة حركة ذكوريّة بامتياز، فالحركة الطلابيّة الّتي يسيطر عليها الذكور تنظر إلى المرأة بدرجة أقلّ. فمثلًا يشير تقرير لـ «الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ» عام 6/3/2014 أنّ عدد نسبة الإناث كأعضاء في مجالس الطلبة بلغ 26.8%[10]. لكن في الوقت ذاته، يوجد تفاوت في نظرة الحركة الطلّابّية إلى المرأة ودورها كناشطة داخل الجامعة، وهذا التفاوت يخضع لبعض الاعتبارات، كالخلفيّة الفكريّة للأطر الطلّابيّة، والاعتبارات المناطقيّة والجغرافيّة؛ ذلك أنّ البيئة المحافظة لم تعد تقتصر فقط على مدينة – ريف كما تناولها بلال سلامة[11]، بل تأخذ أيضًا بعدًا مناطقيًّا[12]، ووفقًا لتعبير أحد كوادر «الكتلة الإسلاميّة» الّذي قال مازحًا:" «الكتلة الإسلاميّة» في «جامعة بير زيت» منفتحة أكثر من اليسار في «جامعة الخليل»". وقد سعت «الكتلة الإسلاميّة» في جامعتيّ «الخليل» و«القدس» خلال التسعينات، لاسيّما خلال هيمنتها منفردة بالانتخابات على مجلس الطلبة، إلى محاولة أسلمة الجامعة عبر الفصل بين الجنسين في المرافق الخدماتيّة مثل الكافتيريا وأيضًا الفصل في بعض المساقات في «جامعة الخليل» مثل مساقات الأحياء، وهو أمر يعمل على تهميش دور الطالبات في الحياة الطلّابيّة العامّة، ويجعل فضائهنّ أقرب إلى الفضاء الخاصّ المشابه للمنزل.

تتبنّى «حركة الشبيبة» و«الكتلة الإسلاميّة» توجّهًا متقاربًا إلى حدّ كبير في النظر إلى المرأة، وهي نظرة محافظة. النظرة المحافظة تشكّل أساس بنية «الكتلة الإسلاميّة» الّتي لديها تحفّظات كبيرة في ما يتعلّق بالاختلاط ولباس الفتيات، وفي كثير من البيانات الّتي صدرت عن «الكتلة الإسلاميّة» تركيز على قضايا الاختلاط واللباس، ودعوة إلى التحلّي بالأخلاق والسلوكيات الإسلاميّة. لكنّ التوجه نحو المحافظة في نظرة «كتلة الشبيبة الطلّابيّة» يتناقض مع أساس فكر «حركة فتح» العلمانيّ الّذي يشمل قيم الحرّيّة والديمقراطيّة، وعلى الرغم من خلوّ البيانات الّتي تصدر عن «كتلة الشبيبة» من المواعظ والإرشادات الإسلاميّة، فإنّ المرجعيّة الفكريّة الّتي تحكم ممارسات «كتلة الشبيبة» هي الخلفيّة الفكريّة لكوادرها، وفي كثير من الأحيان تأتي قيادات «حركة الشبيبة» من خلفيّة فكريّة محافظة، فتجيب إحدى النشاطات في «حركة الشبيبة» في «جامعة بير زيت» لدى سؤالها عن درجة المحافظة في فكر «كتلة الشبيبة»: "غالبيّة البنات اللي بكونوا معنا مجلببات، مش بس محجّبات، مجلببات، يعني شب جاي من بيئة محافظة ما يرضى أخته تشتغل أو تطلع أو تنزل أو تحط، أقلّك بجوز من أكثر الأحزاب المحافظة، بجوز أكثر من «الكتلة الإسلاميّة»".

يوجد تفاوت في نظرة الحركة الطلّابّية إلى المرأة ودورها كناشطة داخل الجامعة، وهذا التفاوت يخضع لبعض الاعتبارات، كالخلفيّة الفكريّة للأطر الطلّابيّة، والاعتبارات المناطقيّة والجغرافيّة...

تضيف أخرى: "في عّنا عقل ذكوريّ صدئ، في تحفّظ على مشاركة الصبايا في عمل الأطر الطلّابيّة، في دائمًا تخويف للبنات في العمل الطلّابي والنشاطات، في تشويه لصورة الفتاة النشطة في هذا المجال، تمييز وعنصريّة، ما في إنصاف للبنت قد ما كانت قويّة ومعطاءة ومثبتة حالها في الميدان، ومثبتة حالها في كلّ إشي، ما بتوخذ فرصتها، وحتّى بعد ما تطلع من الجامعة وتخلّص بتواجه كثير مشاكل، في تحسّس غبي ومتخلف من مشاركة الفتيات في العمل النقابيّ، في الأطر الطلّابيّة والنشاطات الحركيّة".

 

المنافسة على المرجعيّة الدينيّة

ثمّة جانب مهمّ من هذا الانسجام بين «كتلة الشبيبة» و«الكتلة الإسلاميّة»، هو حدّية الاستقطاب والتنافس بين الكتلتين. إذ تسعى «كتلة الشبيبة الطلّابيّة» إلى استخدام الشعارات الّتي تعبّر عن مرجعيّتها الإسلاميّة، والانسجام مع توجّه الشارع الفلسطينيّ في مسألة القضايا الاجتماعيّة والفكريّة من أجل حشد الجماهير الطلّابّية. وتشترك «الكتلة الإسلاميّة» و«كتلة الشبيبة» في وجود جسم خاصّ للطالبات في جسم الكتلة الطلّابيّة، تسمّي «الكتلة الإسلاميّة» القطاع النسائيّ فيها ’الأميرات‘ وتترأّسه ’الأميرة‘، ويكون للأميرة دور تحديد فضاء طالبات «الكتلة الإسلاميّة» في الجامعة، لذا فإنّ درجة الحرّيّة داخل القطاع النسائيّ في الكتلة تتفاوت نسبيًّا وفقًا للأميرة، ولكن نجد مثلًا أعضاء الكتلة في «جامعة النجاح» مثلًا يلتزمن بلباس الجلباب الكحليّ أو الأسود وحجاب الرأس الأبيض، لكنّ هامش الحرّيّة في «جامعة بير زيت» أكبر.

 يصف أمير «الكتلة الإسلاميّة» في «جامعة النجاح» خلال التسعينات وضع طالبات الكتلة: "يعني الطالبات وضعهن دكتاتوريّ أكثر، الطالبات كان وضعهن صعب شوية، مسكرات كثير واللي بتديرهن أخت متزمتة جامدة، كانت الطالبات عنّا وضعهن فيه جميد كثير، وبالتالي التزكية والترشح كانت في وضع صعب، وكنا احنا نشرف عليه بشكل جزئي حتّى نتغلب عليه، بس كطريقة نفس الطريقة، أمير الكتلة هو أمير الجهتين يعني احنا لمّا بدنا شي من الطالبات نقلهن شو يعملن بعيدًا عن الاشي الداخلي، يعني والله بدهن يعملن اشي داخلي مالنا ومالهن، بس لازم يجبن تقرير عن اللي عملنه، مصاري بنزودهن بمصاري، القضايا العامّة احنا بنشرف عليها وبنطلب منهن دورهن فعلًا، دوركن في الانتخابات 1 و2 3، في عنّا مهرجان بدكم تيجو تحضروا في الساعة الفلانيّة المهرجان، اذا عندكم أنشطة مقترحة للمهرجان احكولنا عشان ما يصرش بينا وبينكم تعارض، يعني أمير «الكتلة الإسلاميّة» هو أمير الطلّاب، وشقّ الطالبات أميرة للطالبات هي مسؤولة عن إدارة شأن الطالبات تحت مظلة لجنة المسجد اللي هي مسؤولة عن «الكتلة الإسلاميّة» بشكل عامّ".

تشترك «الكتلة الإسلاميّة» و«كتلة الشبيبة» في وجود جسم خاصّ للطالبات في جسم الكتلة الطلّابيّة، تسمّي «الكتلة الإسلاميّة» القطاع النسائيّ فيها ’الأميرات‘...  في حين تسمّي «كتلة الشبيبة» ذراع الطالبات فيها ’أخوات دلال‘...

 تسمّي «كتلة الشبيبة» ذراع الطالبات فيها ’أخوات دلال‘ وترأس تنسيقه إحدى الطالبات[13]. يقول أحد كوادر «الشبيبة الطلّابيّة» في «جامعة الخليل» في النصف الثاني من التسعينات: "أخوات دلال إحنا أوّل اشي بديناها في الجامعات، عشان نستقطب الطالبات، كنّا بدنا أي اشي نكسر سيطرة «الكتلة الإسلاميّة» على مجلس الطلبة، وشفنا أنه «الكتلة الإسلاميّة» كيف بتستقطب البنات وحاولنا نعمل نفس الاشي". وتقول إحدى كادرات الشبيبة في «جامعة القدس» في 2009-2013، "في بعض البنات اللي بيجو من القرى ومن الخليل تخجل انها تروح عند شب يساعدها، احنا داخل المجلس حطيت طاولة خاصّة للبنات، إنّها البنت تيجي المجلس تلاقي بنت قدامها، صاروا البنات يلاقوا بنت في المجلس، وصاروا يتوجهولها لمشاكلهم، صرت أبني جدار الثقة بيني وبين الطالبات". تمّ مأسسة ’أخوات دلال‘ كذراع للأخوات في «كتلة الشبيبة الطلّابيّة» في الجامعات بعد المؤتمر السادس لـ «حركة فتح» عام 2009، وفي هذا المؤتمر تم ترسيم للشبيبة الفتحاويّة كجزء من إعادة ترسيم جميع دوائر الحركة وبنائها كنتيجة لهزيمة الحركة أمام «حركة حماس» في الانتخابات التشريعيّة عام 2006 وسيطرة «حماس» على قطاع غزّة عام 2007.

والأمر مختلف عند الكتل اليساريّة، الخلفيّة الفكريّة للكتل اليساريّة يجعلها تتبنّى العمل المختلط، ذكورًا وإناثًا في أطرها الطلّابيّة[14]. إذ تحرص على تمثيل المرأة في جميع مستوياتها الإداريّة، ويخضع هذا التمثيل لإفرازات انتخاباتها الداخليّة. وشغلت الطالبات منصب رئاسة هذه الكتل في أكثر من دورة، ومثلن كتلهنّ في الكثير من الحوارات والاجتماعات على مستوى الأطر الطلّابيّة وإدارة الجامعة وفي المناظرات الانتخابيّة. وبالتالي تحمل الكتل اليساريّة نهجًا فكريًّا متقدّمًا تجاه المرأة، وتتعرّض نتيجة موقفها هذا للكثير من الانتقادات سواء من الكتل الأخرى أو من الطلبة فرادى. وكما تقول إحدى كادرات الشبيبة في «جامعة القدس»: "المعروف في الجامعات إنه الأيديولوجيّة لليسار والتنظيم للكتلة الإسلاميّة والعفويّة للشبيبة".

 


إحالات

[1] جميل هلال، "حيثيّات وتداعيات تفكّك الحقل السياسيّ الفلسطينيّ"، مجلّة إضافات، العدد 40 (خريف 2017)، ص 19.

[2] عبد الهادي العجلة، "ترويض جيل: هل غيّر الانقسام السياسيّ مفاهيم الديمقراطيّة عند الشباب الفلسطينيّ؟"، مجلّة إضافات، العددان 41/42 (شتاء –ربيع 2018)، ص 173.

[3] محمّد صبحة، "الكتلة الإسلاميّة آفاق وملامح" (نابلس: الكتلة الإسلاميّة في «جامعة النجاح»، و«مركز عبد الصمد جريدات لدراسات الأسرى، 2014)، ص31.

[4] معاذ عتيلي ومحمّد أشعري، "الحركة الطلّابيّة الإسلاميّة في فلسطين – النشأة والدور والتحدّيات"، المجلّة الدوليّة للدراسات الإسلاميّة المتخصّصة، المجلد 2، العدد 2 (2019)، ص31.

[5] مرجع سابق، ص37.

[6] إصلاح جاد، نساء على تقاطع طرق: الحركات النسويّة الفلسطينيّة بين الوطنيّة والعلمانيّة والهويّة الإسلاميّة (رام الله: مواطن، المؤسّسة الفلسطينيّة لدراسة الديمقراطيّة، 2008)، ص 115.

[7] مرجع سابق، ص 115.

[8] مرجع سابق، ص116.

[9] محمّد غفري، "فيديو: إيقاف عرض مسرحيّ في «جامعة النجاح» ’اللي مش عاجبه ميجييش‘، موقع ألترا فلسطين، نشر بتاريخ 10/12/2019.

[10] صابر رمضان، دور الحركة الطلّابيّة في التحرّر الوطنيّ: الفرص والمعيقات (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2016)، ص 27.

[11] بلال سلامة، "تحدّيات الحركة الطلّابيّة الفلسطينيّة: الواقع والإمكانات"، مجلّة إضافات، العددان 23-24 (صيف وخريف 2013).

[12] ليزا تراكي وريتا جقمان، "الحياة تحت الاحتلال في الضفّة والقطاع: الحراك الاجتماعيّ والكفاح من أجل البقاء"، تحرير ليزا تراكي (بيروت: مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، 2008).

[13] حول قطاع الطالبات في الشبيبة الطلّابيّة انظر: عبد الرحيم الشوبكي، "دور حركة الشبيبة الطلّابيّة في تعزيز المشاركة السياسيّة في فلسطين 2004-2012"، رسالة ماجستير (نابلس: «جامعة النجاح الوطنيّة»، 2013).

[14] في قطاع غزة، لدى «كتلة العمل الطلّابي التقدّميّة» قطاع نسويّ أفرزه الفصل بين الطالبات والطلّاب في جامعات قطاع غزّة، خاصّة «الإسلاميّة» و«الأزهر».

 


 

أحمد حنيطي

 

 

 

حائز درجة ماجستير في علم الاجتماع من «جامعة بير زيت»، مهتم بدراسة المسائل الاجتماعيّة والثقافيّة الفلسطينيّة، تركّز دراساته على المناطق الفلسطينيّة المهمّشة.

التعليقات